بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم من الأيام..وأنا في السابعة عشر من العمر! ذهبت لصديقي (محمد العوامي) يأتي معي لننقل معاً أثاث البيت الذي سنخرج منه وننقل الأثاث لبيتٍ آخر ..؟
وأبي وعمي وبقية من أقاربي ما بين موافق ومعارض ولكني أقنعتهم برأيي وأني جازم على أن أستأجر هذا البيت الذي وجدته !! وذهبنا أنا وصديقي محمد لزيارة جدي لأنه كان مريظاً في تلك الأيام !
ثم ذهبنا معاً لذلك البيت الذي سننقل إليه ، كان بيتاً قديماً مهجورا!! مضت عليه فتراتٌ طويلة لا أحد يسكن فيه ..!!التشققات في جدرانه كثيرة والغبار في أرجاءه هنا وهناك؟ قمنا بتنظيفها من الأتربة المتراكمه !!
وإصلاح بعض مستخدماتها المهملة! وكان ذلك في الساعة الخامسة عصراً، قال لي محمد!! أنا سأذهب قبل أن يحل الظلام خاصة ونحن في الطابق العلوي، ولا يوجد نور هنا..؟! ذهب محمد وقبل أن يذهب قلت له أن ينتظرني في المسجد بعد صلاة العشاء! خرج محمد قبل أن يحل الظلام ، وما هي إلا أوقات يسيرة حتى دخل وقت المغرب وبدأ الظلام يخيم في المكان ، ولأني أول مرة أدخل هذا البيت ؟؟كنت خائفاً منه ! مستوحشاً ومرعوبا ..لأنه قديم ومهجور وخالٍ من الأثاث ؟؟ فكنت فيه كأني في مغاره بعيدة عن الناس شعرت بالوحده ؟! ومع أن البيت لا تبعد كثيراً عن المدينة إلا أني كنت خائفاً جداً !! لبست ثيابي الرسمية ونزعت ثوب النظافة التي كنت أرتديه ، ذهبت لأفتح الباب وإذا به مغلق من الجهة الخارجية ، ولا يفتح إلا بمفتاحه الذي وضعه محمد في جيبه عند الدخول دون أن يشعر؟؟ تمنيت أن أصيح بأعلى صوتي ! فيسمعني محمد ؟ ولكن لا جدوى،.. تذكرت كلام عمي وهو يقول لي لا تهتم بمبلغ الإيجار على أنه رخيص!! هذا البيت لم يستأجره أحد لأنه مسكون ، إزداد خوفي أكثر فأكثر ...جلست في زاوية ٍ بقرب الباب ؟ والظلام من حولي وأنا أصبر نفسي وأقول لعل محمد يرى المفتاح في جيبه فيأتي ليفتح الباب ، مضى ما يقارب من الوقت ربع ساعة ؟! لم يأتي محمد جلست أدعوا الله وأصبر نفسي وحاولت أن أنام لأنسى ما أنا فيه.. فلم أستطع؟؟ جاء وقت العشاء ؟؟ قلت لعل محمد سيستغرب من عدم مجيئي!! للمسجد،على ميعادنا فينتبه للمفتاح فيعرف أنني هنا ؟؟ انتهى وقت العشاء ولم يأتي محمد! وأنا الآن في الساعة العاشرة ليلا ً والمكان حتى خارج البيت مخيف لأنه يبعد قليلاً عن البيوت المجاوره ..وبينما أنا أتكهن ما سيحدث وقت مر علي وقت طويل وأنا في الظلام؟؟إذا بي أسمع أصواتاً من الغرفة المجاورة وكأنه رجل وامرأة يتكلمون!!
كلام لا أكاد أفهمه؟ لسرعته وعدم وضوحه ؟! وكان هذا الكلام ممزوجاً بضحكات ..! إنهم الجاآن ولأول مرة أسمعهم وأنا في مكانٍ كهذا !!
حاولت وأنا كتلة من الخوف أن أصغي لما يقولون ..فلم أعرف جيداً عن أي شيئ يتحدثون؟؟ولكني أحسست أنهم يقصدوني في كلامهم .. لأني سمعتهم يقولون ..!!
( ماذا يريد ) وأخرى ( لماذا جاء)..!! كان جسمي يرتعد من الخوف لأني أول مرة أسمع فيها كلام الجآن ..في مكان مخيف كهذا .. وكانت الأصوات تنقطع أوقاتاً وتأتي أوقاتاً أخرى !
وبينما أنا ناكس رأسي بين ذراعي وموجهاً وجهي على صدري..! أحسست أن أحداً قادمٌ نحوي
سمعت خطوت قريبة مني تكاد تلاصق جسدي ! وكأني لو رفعت رأسي لرأيته ؟؟ وأنا أقول هل
أرفع رأسي وأنظر إليه !! مع أن المكان مظلم إلا أنني رأيت من تحت ذراعي ضوءً أحمر يخطف بصري وأحس بمثل الريح يتخاطف جسدي ..؟ وفجئة جلسوا أمامي يتحدثون .. وطلبوا مني أن أتحدث معهم فلم أستطع أن أنطق بحرف واحدٍ من الخوف ؟ حتى أنهم غضبوا مني .. ؟ ورفعت أنثى منهم صوتها .. قائلة .. البيت هذا ملكنا ولو تسكن فيه بنسكن معاك وما بنسيب لك حالك
وأحيانا يغنون ويضحكون وأسمع أيضا صوت تصفيق .. حتى كاد يغمى علي من الخوف ؟!
أنا الآن في منتصف الليل ولا أحد يعلم عني شيئاً وكذلك الطابق الأسفل من البيت لا يسكنه أحد
ليسمعوا صوتي ..! كنت أظن أنني في حلم .. وليس هذا حقيقة ..! بكيت من الخوف فإذا أحدهم يقول بكاء الضيف بكاء الضيف بكاء الضيف يقولها وبسخرية مع تصفيق وكأنه يسخر وفرحان
لأني أبكي من الخوف .. يا الله لم أعد أحتمل ما أنا عليه !! وأيقنت أني سأصاب بأمراض جراء ما يحصل لي ..؟ فجئة!! ومن دون إرادةٍ مني .. صحت بأعلى صوتي .. قل أعوذ برب الناس ...وأكملت السورة ..
قرأت سورة الفلق بعدها وقرأت الإخلاص ..؟
وسقطت على الأرض منهار أبكي بكاءً شديدا ً ورأسي منكساً وعيني مغمضةً !!
حتى ما فتحت عيني
إلا على ضوء النهار!! ولم أدري ما حصل لي ؟ هل نمت !! هل أغمي علي ؟! لا أشعر بشيئ أبداً
وما زلت خائفاً من أن أرفع رأسي .. ولكن النهار لا يخيف مثل الليل .. رفعت رأسي .!! ويا للهول
رأيته ؟ أمام عيني ..!! ينظر إلي ؟! لم أستطع أن أصرف نظري عنه وكان ينظر إلي وما هي إلا ثواني حتى تراجع وخرج وأنا أنظر إليه أمام عيني ..! إرتعد جسمي وفمي يرتعش بقوة من الخوف
والقشعريرة تملأني ؟؟ جلست في مكاني وأنا أتوهم ما سيحصل لي هنا .. وهل سؤجن هنا وأفقد عقلي !! بدأت أشعر بالجوع لأني لم أكن قد أكلت شيئاً من الظهر في يوم أمس! مضت ثلاث ساعات
من وقت الصباح ولم أسمع أو أرى شيئا بعد أن ذهب الجني واختفا .. في الساعة العاشرة صباحا ً
جاء محمد يفتح الباب ؟؟ وقد فزعت منه لما سمعت الباب لعلهم الجاآن الذين جائوني بالأمس ؟
فتح محمد الباب !!وهو يحمل أدوات التنظيف التي كنا نريد أن نشتريها بالأمس!! رأيته وأنا أبكي
خاف محمد؟! نظر إلي وهو ساكتٌ ؟ مستغربا !! محدق ٌ نحوي .. ينظر إلي في دهشة واستغراب؟
ثم قال لي بصمت ! لماذا لم تأتني في المسجد ! فعلمت أنه لم يكن يعلم أن الباب مقفل .. بكيت وخرجت وأنا أبكي .. وهو يلحقني .. ويقول لي ما الخبر ..ولم أجبه.
كان يظن أن جدي قد توفاه الله ..لأن جدي كان مريظاً تلك الأيام ..؟ ذهبت الى البيت ومحمد لا يعرف ما يجري لي ؟!
أخبرت أهلي بما حصل .. وأنا في حالة يرثى لها ؟؟ نمت ما يقارب السبع الساعات وتحسنت بعدها كثيرا
إتصلت لمحمد أن يأتني للبيت ..جاء محمد أخبرته الخبر الذي حصل ..! ولم يكن يصدق ما جرا من الهول !
وندم على أخذه المفتاح !! بل كان يظن أن الباب يفتح من الداخل بالقبظة .. لأنه لم يغلقه بأحكام .. وللأسف الشديد لم يكن للباب من الداخل قبظة اليد التي تدور فتفتح الباب .. نصحني محمد على أن أترك هذا البيت
فتركته ..! وبحثنا عن بيت آخر .. والحمد لله وجدت بيتاً جميلا ً وبسعرٍ أقل من ذلك المنزل لأنه لأحد أقاربي سافر إلى أمريكا وترك البيت .. سكنت فيه قرابة شهرين .. ثم حصل ما لم أكن أتوقعه أبدا .. سمعت نفس ذلك الصوت الذي كان في البيت القديم ..! صوت المرأة التي كانت تتحدث !
في اليوم الثاني أخبرت محمد بما جرا ؟ تفاجئ محمد !! وهو مستغرب لما يجري ! ذهبت للمسجد برفقته وأنا لست كعادتي ، كنت أشعر بالضيق؟ والكئآبة!! وأتضجر حتى من صديقي محمد! .. شعر أنني لست طبيعياً فظن أنني أصبت بالمس .. ففكر محمد أن يأخذني إلى شيخ يقرأ القرآن .. جائني لبيتي وأخبرني أنه يريد أن يأخذني لشيخ يقرأ القرآن ..! تغير لوني ؟ وضاق صدري ! وغضبت غضباً شديداً؟؟ ولم أكن أعلم حتى ما أقوله ..! شتمته وطرته من بيتي وعيناي كما يقول لي فيها احمرار !!
إتصلت عليه في اليوم الثاني وانا أقول له أنت شتمتني قبل أن أطردك من البيت .. وهو يضحك وقد شخص الداء .. ويعذرني ..! لأنه أيقن أن ما بي هو مس..!! جائني مرة أخرى للبيت وكان يزورني دائما .. حتى مضى أسبوع.
قال لي ..!! ما رأيك أن نزور فلان .. صديق قديم لنا !! قلت له ! وما المناسبة ..! قال لي كان مسافراً من سنوات .. ورجع قبل ثلاث أيام .. قلت له بكرة بعد صلاة العصر إن شاء الله .. ولم أكن أعلم أن محمد قد نسق مع رجل قريب لهذا الذي سنزوره .. أن يقرأ علي القرآن لأنه يعالج من مثل حالتي ..!! ذهبنا في اليوم الثاني وسلمنا على صديقنا .. وسلمت على الشيخ وأنا أشك في المؤامرة ..ما الذي جاء بهذا الشيخ.. وبدأت أشعر بضييق في صدري جلسنا وتحدثنا بما فيه الكفاية عن أمور متعدده !! ثم قام محمد ومسكني ! وكتفني بإحكام وجاء شيخنا !! ومسك على رأسي وبدأ يقرأ القرآن ؟؟ صحت بهم وانا أشعر أنه سيغمى علي ..
ثم لم أشعر إلا وهم بعيدين مني وأنا أقول لهم أنا ما أمزح هذا المزاح .. وأقول لمحمد لماذا تكتفني
وقد مضى علي قرابة ساعة ونصف وأنا لا أشعر بما جرا .. فقال لي محمد هل كنت تشعر أثناء القرآن بشيئ قلت له لا!! قال محمد ..؟ دار حوار كبير بينك وبين الشيخ ؟ قلت له أي حوار .. قال الشيخ لم تعرف ما تقول لأنه مغمى عليك ..إن التي كانت تتكلم معي هي أنثى من الجن .. كانت تسكن جسدك .؟ فعلمت أنها هي التي كانت في البيت !! قال لي محمد لعلها هي التي كنت تسمع أصواتها؟؟ قلت له .. نعم هي؟ ..لعلي أصبت بالمس ..
والحمد لله بعد جلسات ٍ مع هذا الشيخ شفيت تماماً ولم تعد الأصوات تعاود بيتي ..!
موضوع: ليلة في البيت المهجور 
الثلاثاء سبتمبر 29, 2009 5:25 pm
