:؛: ذكاء مصارع :؛:

في قديم الزمان كان هناك رجل مصارع يعرف ثلاثمائة وستين حركه من حركات المصارعة! وكان له تلميذ يتدرب على يديه فكان يعلمه وقد دربه على ثلاثمائة وتسعة وخمسين حركة!؟
فانطلق التلميذ بين المصارعين يحقق الانتصارات المتوالية وذاعت شهرته بين الناس وامتلأت نفسه ثقةً بمهاراته؟!

وفي نهاية احدى المبارة تجمهر المعجبون حلوه وسأله أحدهم عن رأيه باستاذه؟ فلم ينكر انه مصارع عظيم ولكنه قال: إلا انني أقوى منه!!؟
فانتشر الخبر بين الناس واشتد الجدل بين المؤيدين للاستاذ والمعجبين بالتلميذ ووصل الخبر الى السطان
فلم يعجبه ما قاله التلميذ عن استاذه وعد ذلك عدم وفاء منه وكان هذا السلطان يحب ان يكون الاحترام والتوقير قائماً بين افراد شعبه

فدعا الى إجراء مبارة بينهما ليعرف التلميذ حقيقة نفسه وليتوقف عن الغرور الذي يورده صاحبه المهالك ويقلل من شأنه بين الناس

تم تحديد المكان في ساحة واسعة رحيبة ودعي الناس الى حضور المبارة فأقبلوا من كل مكان!
وعند بدء المباراة أشار السلطان بيده وأقبل التلميذ كالثور الهائج منتفخاً كالطاووس وهو يحس بالزهو والعجب وقد ملأ الغرور نفسه؟! وأقبل الاستاذ في هدوء واتزان فحيا السلطان والحاضرين تقدم التلميذ وهو مصمم على ان يظهر كل ما يعرفه من فن المصارعة فتارة يقفز كالديك وتارة يضرب الارض برجليه ويطلق ضحكات في الهواء؟! ولكن الاستاذ كان ينظر اليه باشفاق كما كان له بالمرصاد فكلما عرض حركة أبطلها له بمهارة ودقة وبدا للحاضرين انه يتلاعب به فأحس التلميذ بالعجز وشعر بالتعب فتمكن الاستاذ منه واستعمل التمرين الاخير الذي لم يعلمه له من قبل والقى به الى الارض ثم رفعه بين يديه وهو في حالة ذهول وانزله بهدوء.. شفقة عليه فسقط لا يبدي حراكاً مذهولا من هول المفاجأة وعظم الخيبه ومرارة الخسارة

وانتهت المباراة وتقدم الاستاذ باتجاه السلطان فألبسه قلادة كبيرة وقدم له الهدايا الثمينه ثم التفت الى التلميذ الذي كان مطأطئ الرأس ينظر الى الارض ولا يرفع عينيه الى وجه أحد فعاتبه السلطان على جحوده لفضل استاذه وعلى تطاوله من علمه ودربه
فقال التلميذ محاولاً ان يدافع عن نفسه ويبرر خسارته: ولكن الاستاذ أخفى فناً من فنون المصارعة ولم يدربني عليه ويعلمه لي فغلبني به!

فقال الاستاذ: أطال الله عمر السلطان! صحيح انني لم اعلمه التمرين الاخير الذي غلبته به وذلك لأنني كنت اخفيه لمثل هذا اليوم ولأنني لا احب ان يكون مثلي ومثله كما قال الشاعر:
- اعلمه الرماية كل يومٍ
فلما اشتد ساعده رماني!
إن الوفاء.. يامولاي .. قل هذا الزمان
فلا أريد ان يتعلم مني أحد رمي السهام
كي يجعلني أول هدف له!




منقــــولـ ،،،